إنباهُ العارفين إلىٰ خُطورة تدجين المُفسبك

إنباهُ العارفين إلىٰ خُطورة تدجين المُفسبكين¹
الأنمي.. حُرمته وتأثيره
برز الأنمي في الشَّرق الأوسط فترة التِّسعينات تقريبًا وحلَّ بديلًا للأُمَّهات في تربية أبنائهم مِن إرسالهم خارج البُيوت وسُرعان ما تحوَّل إلىٰ جُزءٍ رئيسي في حياة كُلِّ طفل لا يُفارقه البتَّة ويكون المُلهم له في صباه، وبحُلول القرن الجديد انتشر الأنمي مثله مثل هوليوود وغلبة التِّلفاز ولاحقًا بانتشار الإنترنت أيضًا، ليُشكِّل السَّعادة الوهميَّة لأهمِّ فترةٍ في حياة الولد؛ الفترة الَّتي يتكوَّن فيها ويحتاج إلىٰ التَّربية والتَّعليم: العلم الشَّرعي والحياتي والأخلاقيَّات اللَّازمة والمُروءة وغيرهنَّ مِن أدب الصِّغار، فما الصَّغير اليوم إلَّا كبير الغد وكما يقول المثل: “مَن شبَّ علىٰ شيءٍ شاب عليه”، ولم يكن الأمر محصورًا علىٰ صغار السِّن، ففي العقد الأخير وبفضل سُعار الإنترنت تحوَّل كثيرٌ مِن الشَّباب والبالغين علىٰ الشَّبكة العنكبوتيَّة إلىٰ مُدمني الوهم، وزيَّنوا صفحاتهم بأسماء الشَّخصيَّات وصُورهم وصفاتهم، ولم يسلم مِنه كثيرٌ مِن المُوحِّدين بل ومُناصري جماعة المُسلمين، فلهـٰذا نعرض مخاطر السُّمِّ ذا لمَن يتدبَّر .
الأنمي اختصارٌ للمُصطلح الإنجليزي “Animation” والَّتي تعني الرُّسوم المُتحرِّكة الجامعة للكرتون والأنمي، والأنمي مصدره “المانغا” وهي القصص المُصوَّرة، فيقومون بتحريكها عبر المُحاكاة ليُنتَج “الأنمي”، عبر عدَّة رسَّامين ومُخرج واستوديو عمل كامل، ويحتوي علىٰ عدَّة أقسام وأنواع مِنها “الشُّونن” و “الشُّوجو” و “السِّينن” و “الجوسي” وغيرهنَّ، والأنمي يُعتبر مِن الحـ رب النَّاعمة والَّتي ساعدت علىٰ كسر حاجز العُزلة بين آخر المشرق والعالَم، فهي تُصدِّر ثقافاتٍ واعتقاداتٍ وأشياءً تُعزِّز مِن تقبُّل الآخرين لهم، وهـٰذه الأُمور تُنافي كُلِّيًّا ديننا وعقيدتنا وثقافتنا وعُرفنا وعربيَّتنا، وتُحاول -زعمًا- مُعالجة الخلل في شخصيَّة المُراهق الشَّرقي، كالملل والبُرود والضَّعف والعُزلة، الَّتي جعلت شبابنا يتحوَّلون إلىٰ فشلةٍ مُتوحِّدين لا همَّ لهم غير الرَّكض وراء السَّفاسف، وتسمية أنفسهم -مُتفاخرين- بالـ “أوتاكو” أيْ مُحبِّي الرُّسوم المُتحرِّكة!، ويتَّفق كُلُّ مَن اطَّلع علىٰ الأنمي أنَّه لا يخلو عملٌ مِن ستٍّ:
1-رُسومٌ مُتحرِّكة .
2-موسيقىٰ .
3-إيحاءات جنسيَّة .
4-اختلاط الجنسين .
5-تشبُّه الرِّجال بالنِّساء والنِّساء بالرِّجال .
6-نسبة ما للّٰه وحده للبشر -والعياذ باللّٰه- .
فأمَّا الرُّسوم المُتحرِّكة فهي رسمٌ لذوات الأرواح، وقَد جاء النَّهي الصَّريح وعُقوبة فاعلها، فقَد رُوي عن الرَّسول ﴿ﷺ﴾ أنَّه قال: ((كُلُّ مُصوِّرٍ في النَّار، يُجعَل له بكُلِّ صورةٍ صوَّرها نفسٌ فتُعذِّبه في جهنَّم))، وقال ﴿ﷺ﴾: ((إنَّ أشدَّ النَّاس عذابًا عند اللّٰه يوم القيامة المُصوِّرون))، وورد لعـ ن المُصوِّر، وعدم دُخول الملائكة لبيتٍ في صُور، والآثار في ذٰلك كثيرةٌ لا تُحصىٰ .
أمَّا الموسيقىٰ وآلات الغناء فالسَّلف علىٰ تحريمها، قال تعالىٰ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللّٰهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾، قال ابن مسعود -رضي اللّٰه عنه-: “هُو واللّٰه الغناء”، وقال الحسن البصري -عليه رحمة اللّٰه-: “أُنزلت هـٰذه الآية في الغناء والمزامير”، وبه قال ابن عبَّاس وجابر وعكرمة وسعيد بن جُبير ومُجاهد وعمرو بن شُعيب وأغلب أهل العلم، وقال الرَّسول ﴿ﷺ﴾: ((ليكوننَّ مِن أُمَّتي أقوامٌ يستحلُّون الحِر والحرير والخمر والمعازف))، وقال ﴿ﷺ﴾: ((صوتان ملعونان في الدُّنيا والآخرة، مزمارٌ عند نعمة ورنَّةٌ عند مُصيبة))، وقال القُرطبي: “أمَّا المزامير والأوتار والكوبة (الطَّبل) فلا يُختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحدٍ ممَّن يُعتبر قوله مِن السَّلف وأئمَّة الخلف مَن يُبيحها” وجُمهور أهل العلم علىٰ تحريمها وقول القُرطبي دلالةٌ علىٰ نفي الإباحة عند السَّلف .
أمَّا الإيحاءات والاختلاط والتَّشبه فمُحرَّمةٌ بالنُّصوص والآثار، وتدخل في غضِّ البصر وعُقوبة المُشاهدة وجفاء القُلوب وتحريمهنَّ أوسع مِن أنْ يُحصَر أيضًا، قال تعالىٰ: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللّٰهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾، وقال سُبحانه: ﴿حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾، وقال الرَّسول ﴿ﷺ﴾: ((إنَّ اللّٰه كتب علىٰ ابن آدم حظَّه مِن الزِّنا، أدرك ذٰلك لا محالة، فزِنا العين النَّظر وزِنا اللِّسان المنطق، والنَّفس تمنَّىٰ وتشتهي، والفرج يُصدِّق ذٰلك كُلَّه ويُكذِّبه)) وقال لعليٍّ -عليه السَّلام-: ((يا علي! لا تُتبِع النَّظرة النَّظرة، فإنَّ لك الأولىٰ وليست لك الآخرة))، وقال ابن مسعود -رضي اللّٰه عنه-: “الإثم حوَّاز القُلوب، وما مِن نظرةٍ إلَّا وللشيطان فيها مطمع”، والعامَّة والخاصَّة والسَّلف والخلف علىٰ تحريم النَّظر للمُنكرات ولما يندرج تحتها مِن إدمانٍ أيضًا وجفاءٍ وبُعد عن الهدي الصَّحيح، ولِما تورث مِن ذلَّةٍ ومهانةٍ وخوار للعبد وضعف وتوابعها أبعد مِن أنْ تُستَوعب .
أمَّا نسبة ما للّٰه تعالىٰ مِن أفعالٍ كالخلق وإحياء الموتىٰ والبعث والتَّحكُّم في السَّماء والأرض إلىٰ البشر فهـٰذا الكُفـ ر الصَّريح، قال تعالىٰ: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلّٰهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، وقال جلَّ في عُلاه: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّٰهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللّٰهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾، ولا تختلف المُشاهدة عن المُجالسة، فهي الكُفـ ر إنْ رضي بها والمعصية إنْ بقي علىٰ ما عليه، وقال سُبحانه: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾، فلو كان يُسبُّ فيها القبيلة أو الأبوين أو الذَّات لطاش حجر المرء، فكيف بنسبة ما للّٰه لغيره وسبِّ ذات الإلـٰهيَّة في كثيرٍ مِن الأحيان!
فإذا بلغ المُسلم النَّصَّ لم يُجَز له مُخالفته، ولا وُجود لضررٍ أو إكراهٍ ممَّا يتحجَّج به النَّاس أو عُبورِ لقطات الكُفـ ر، فبعض الأعمال بل وأشهرها يقمنَ علىٰ هـٰذه الأُسس الَّتي ذكرناها والَّتي تحرم جميعها، ولو لم يكن غير رسمٍ لذوات الأرواح لَما جاز لامرئ مُشاهدة ما حَرُم، فكيف إذا وجدنا قسمًا كبيرًا مِن المُناصرين ينشرونه ويدعون إليه ويُوالون ويُعادون علىٰ الشَّخصيَّات الوهميَّة والأعمال، والجهر بالمعصية معصيةٌ أُخرىٰ وأشد، فكيف بدعوة الجاهلين إليها!، قال سُبحانه: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَىٰ الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَىٰ الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾، وقال رسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾: ((كُلُّ أُمَّتي مُعافىٰ إلَّا المُجاهرين)) .
فقولنا أنَّه حرامٌ يتفرَّعُ مِن عدَّة نقاط ومَن عرف ما ذكرناه عرف أنَّ تحريمه مُغلَّظ ولا يسع أحدًا الاجتهاد في أمرٍ جاءت النُّصوص جميعها علىٰ تحريم ما اجتمع فيه مِن آثام، كما أنَّنا لم نذكر تمييعه للذُكور وتخنـ يـ ثهم، ومَن عرف “مُجتمعات الأوتاكو” علىٰ الشَّبكة تقيَّأ لكُثرة الدِّيـ اثـ ة والخـ نـ اثـ ة المُتشرِّبين بها واللّٰه المُستعان، ومِن المُعيب علىٰ رجلٍ -بعد مُشاهدته للحرام- أنْ يعتكف علىٰ ثقافة غيرنا فيُسمِّي نفسه باسمهم وينتفي بنسبه عنَّا، فبالأمس القريب كانت كُبرىٰ إمبراطوريَّات العصر تخرُّ تحت أقدام شبابنا وأجيال اليوم في لهوهم وغفلتهم لا يسمعون لناصحهم رادِّين لحُكم اللّٰه، فأمَّا النَّصيحة فأعطيناها وأمَّا البراءة وترك وكُره السُّم المُسمَّىٰ بالأنمي فيقع علىٰ عاتق مُشاهديه وناشري صُوره .
سُبحانك اللَّـٰهمَّ ..

إنباهُ العارفين إلىٰ خُطورة تدجين المُفسبكين²
أهل البـ دع المُفسبكة .. الصُّحبة أم الهجر؟!
مِن المعلوم أنَّ الأصل في المُخطئ النُّصح، ومِن المعلوم كذٰلك أنَّه لا يجوز هجر المُسلم لأخيه فوق الثَّلاث، إلَّا أنَّ هُناك حالاتٌ مُغايرةٌ تُخالف الأصل؛ وهي في هجر أهل البـ دع والمُجاهرين بمعاصيهم، فقَد جرىٰ التَّعامل مع المُبتـ دعـ ة والفُسَّـ اق المُجاهرين بنبذهم وهجرهم عند السَّلف مِن الصَّحابة إلىٰ التَّابعين إلىٰ عامَّة أهل القُرون الثَّلاثة ومَن تبعهم إلىٰ اليوم، وهُم في ذٰلك مُتَّبعين لأوامر اللّٰه -تبارك وتعالىٰ- ورسوله ﴿ﷺ﴾، والهجر عندهم يكون بمُفارقتهم وعدم مُجالستهم ولا مؤاكلتهم ولا النَّظر فيهم ولا القراءة لهم ولا المُجادلة معهم ولا السَّفر صُحبتهم ولا صداقتهم، والقارئ لتراجم السَّلف يجد مدحهم لغلظتهم علىٰ أهل البـ دع، ومِن المُؤسف للمُطَّلع أنْ يرىٰ أنَّ غالب أهل الإسلام علىٰ برامج الوهم يُصاحبون ويُواددون بحُججٍ وهميَّةٍ كعالَمهم، وذا ناتجٌ مِن سوء تقديرهم للأُمور ووضعها حيثما هي، ولبُعدهم عن آثار الأوائل ولعدم اهتمامهم بأدقِّ أُمور دينهم ودُنياهم، فيكونون قَد ضيَّعوا أمرًا عظيمًا وجانَبوا الصَّواب .
1-البُغض:
قال تعالىٰ: ﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾، قال رسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾: ((مَن أحبَّ للّٰه، وأبغضَ للّٰه، وأعطىٰ للّٰه ومنعَ للّٰه فقَد استكملَ الإيمان))، وقال ﴿ﷺ﴾: ((المرءُ مع مَن أحب)) فالحُبُّ والبُغض مرهونان بطاعة اللّٰه، والحُبُّ والبُغض للمرء يكون بما يحمله وما يدين به، فإنْ كانَ سُنِّيًّا أُحبَّ وإن كان كافـ رًا أو مُبتـ دعًـ ا أو فاسـ قًا مُجاهرًا بمعاصيه أُبغض، وحُبُّ المُبتدعـ ة والمُجاهرين مُخالفٌ لحقيقة الإيمان، قال الفُضيل بن العياض: “مَن أحبَّ صاحب بدعـ ة أحبطَ اللّٰه عمله وأخرجَ نور الإسلام مِن قلبه” .
2-الهجر:
قال تعالىٰ: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾، قال رسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾: ((الرَّجل علىٰ دين خليله فلينظر أحدكم مَن يُخالل))، وقال ﴿ﷺ﴾: ((لا تُصاحب إلَّا مُومنًا))، قال البغوي عن حديث كعب: “وقَد مضَتْ الصَّحابة والتَّابعون، وأتباعهم، وعُلماء السُّنَّة علىٰ هـٰذا، مُجمِعين مُتَّفِقين علىٰ مُعاداة أهل البدعـ ة، ومُهاجرتهم”، وقال ابن حجر عنه كذٰلك: “في الحديث جوازُ هجر مَن خالف السُّنَّة وترك كلامه”، فاتِّخاذُ الخليل يلزمُ أنْ يكون علىٰ طريق الحقِّ غير زائغ، فما أكثر مَن هوَّن مِن الأمر فصاحبَ فسُحبَ إلىٰ الدَّركات، والمُبتـ دعُ أذكىٰ مِن غيره إدخالًا لما يُريد إلىٰ قُلوب النَّاس، وتزيين المُجاهرين لمعاصيهم أحلىٰ، فوجبَ هجرهم ونبذهم، والمُؤمن لا يثق بنفسه المُتقلِّبة، ونقلَ ابن المفلح عن الإمام أحمد ابن حنبل -عليهما رحمة اللّٰه- أنَّه قال: “يجبُ هجر مَن كـ فـ ر أو فسـ ق ببدعـ ة، أو دعا إلىٰ بدعـ ةٍ مُضلَّـ ةٍ أو مُفسِّـ قةٍ علىٰ مَن عجزَ الرَّدَّ عليه، أو خاف الاغترار به” .
3-عدم السَّماع ولا المُجالسة:
قال تعالىٰ: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّٰهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾، قال رسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾: ((إنَّما مَثَلُ الجليس الصَّالح، وجليسِ السُّوء، كحامل المِسك ونافخ الكِير، فحاملُ المِسك إمَّا أنْ يحذيك أو تبتاع مِنه، وإمَّا أنْ تجد مِنه ريحًا طيِّبة، ونافخُ الكِير، إمَّا أنْ يَحرق ثيابك، وإمَّا أنْ تجد ريحًا خبيثة))، قال أبو قِلَابة: “لا تُجالِسوا أهل الأهواء، فإنِّي لا آمن أنْ يغمسوكم في ضلالتهم، ويُلبِّسوا عليكم بعض ما تعرفون”، قال سُفيان الثَّوري: “مَن سمعَ مِن مُبتدعٍ لم ينفعه اللّٰه بما سمع” .
4-التَّحذير مِنهم:
قال تعالىٰ: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ﴾، قال ابن عبَّاس: “تبيضُّ وُجوه أهل السُّنَّة وتسودُّ وُجوه أهل البِدعـ ة”، وفيه دعوة النَّاس إلىٰ الحقِّ والبيان، والتَّحذير مِن المُبتدعـ ة، قال الشَّيخ عبد اللَّطيف آل الشَّيخ: “”ومِن السُّنن المأثورة عن سلف الأُمَّة وأئمَّتها وعن إمام السُّنَّة أبـي عبد اللّٰه أحمد بن مُحمَّد بن حنبل -قدَّس اللّٰه روحه- التَّشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطِّراح كلامهم، والتَّباعد عنهم حسب الإمكان، والتَّقرُّب إلىٰ اللّٰه بمقتهم وذمِّهم وعيبهم” .
ومِن القواعد عدم السَّلام ولا الرَّدُّ عليهم ولا حتَّىٰ النَّظر في وُجوههم، ويجوز الاستهزاء والسُّخرية مِنهم -بالمُباح- وبالمحدود، إنْ رُجِي فيه زجرٌ عن أقوالهم أو أفعالهم، وقَد بوَّبَ أكثرُ مَن ألَّفَ مِن السَّلف فُصولًا كاملةً في أُصول التَّعامل معهم، تطفحُ بضرورة بُغضهم وعدم المُجالسة ولا السَّماع ولا السَّلام ولا النَّظر ولا الأخذ ولا الصَّلاة خلفهم وإلىٰ آخره، كأبـي داوود واللَّالكائي والبيهقي وكُثُرٌ، وممَّا يجب الإشارة إليه أنَّ أهل البـ دع غير مُتساوين بل علىٰ مراتب؛ فمِنهم الكـ افـ ر ومِنهم الدَّاعية ومِنهم غليظ البدعـ ة ومِنهم العامِّيُّ الجاهل، ولكُلٍّ فَرْقٌ في الدَّعوة والتَّعامل، وأيضًا؛ فأكثر مُبتدعـ ة زماننا علىٰ ما ذَكرنا، وفي ذي المواقع لا يُعلَم صاحب البدعـ ة إلَّا مِن الجهر بها بين النَّاس، فيكون نُصحه بادئ ذي بدء وبعدها يُهجَر ويُترَك ويُلحَق بمَن سِواه، لا البقاء والمُداهنة وغضَّ الطَّرف عمَّا عند صاحبه، فيتسلَّلُ إليه الخُبث مِن حيثُ لا يدري، ولعلَّ مِن خيرِ ما قيل فيهم قول العكبري:
“لا يحملنَّ أحدًا مِنكم حُسنُ ظنِّه بنفسه، وما عهدَه مِن معرفته بصحَّة مذهبه علىٰ المُخاطَرة بدينه، في مُجالَسة بعض أهل الأهواء، فيقول: أُداخله لأُناظره أو لأستخرج مِنه مذهبه، فإنَّهم أشدُّ فتنةً مِن الدَّجَّال، وكلامهم ألصقُ مِن الجرب، وأحرقُ للقُلوب مِن اللَّهب، ولقَد رأيتُ جماعةً مِن النَّاس كانوا يلعنـ ونهم ويسبُّـ ونهم، فجالَسوهم علىٰ سبيل الإنكار والرَّدِّ عليهم، فما زالت بهم المُباسَطة، وخَفْيُ المَكر، ودقيقُ الكُـ فـ ر حتَّىٰ صَبَوا إليهم”
سُبحانك اللَّـٰهمَّ ..

إنباهُ العارفين إلىٰ خُطورة تدجين المُفسبكين³
التَّفاوت في التَّفاضل بين الخلق.. وهل المُفاضَلة غير موجودة؟!
إنَّ اللّٰه عزَّ وجلَّ لمَّا خلقَ الخلق قدَّر الأقدار، وجعلَ لكُلِّ امرئٍ ما يتفاوت به عن آخر، ففضَّل بينهم سُبحانه في الأرزاق؛ قال تعالىٰ: ﴿وَاللّٰهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ﴾، فجعل مِن البشر الغني والفقير لحكمته سُبحانه، وفضَّل بين الأنبياء؛ قال تعالىٰ: ﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾، وفضَّل بين الرُّسل؛ قال تعالىٰ: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾، والحاصلُ أنَّ التَّفاضل بين الخلق موجودٌ، لـٰكنَّ العامَّة اليوم وأغلب المُعاصرين لا يُراعون قواعد التَّفاضل العامَّة والخاصَّة، فظهر مِنهم الخطأ والزَّلل، وهُنا نذكر أهمَّ قواعد التَّفاضل المُستقاة مِن كلام اللّٰه جلَّ وعلا .
1-الإسلام:
قال تعالىٰ: ﴿أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ﴾ وقال سُبحانه: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ﴾، وقال تبارك وتعالىٰ: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾، ففرَّق اللّٰه سُبحانه وتعالىٰ بين المُؤمن والكـ افـ ر، وبيَّن أنَّ حُكمهم بأنَّهم أفضل باطلٌ لخِلاف ما حكمَ به أحكمُ الحاكمين، فكيف يتساوىٰ أو يُفضَّل الَّذي يؤمن باللّٰه ويُطيعه ويرجو جنَّته باتِّباع أمره ويحذر ناره باجتناب نواهيه؛ بالَّذين كـ فـ روا باللّٰه ورسوله ﴿ﷺ﴾ وسخَّروا أنفسهم للصدِّ عن دين اللّٰه؟ وكيف يتساوىٰ مَن مَصيره إلىٰ الجنَّة بمَن مَصيره إلىٰ النَّار؟، قال سُبحانه: ﴿وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾، فإنَّما خلقَ اللّٰهُ الخلقَ لأجل العبادة، وجعل التَّوحيد أوَّل الأمر ومُنتهاه، فلا يتساوىٰ مَن وحَّد ربَّه بمَن أشـ رك به شيئًا أو كـ فـ ر به .
2-التَّقوىٰ:
شِعار المُؤمنين ودِثار الصَّالحين، والتَّقوىٰ هي كما نُسب إلىٰ حيدرة الكرَّار -عليه السَّلام-: “الخوفُ مِن الجليل والعمل بالتَّنزيل والرِّضا بالقليل والاستعداد ليوم الرَّحيل”، قال سُبحانه: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللّٰهِ أَتْقَاكُمْ﴾، وقال رسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾: ((لا فضلَ لعربيٍّ علىٰ عجميٍّ، ولا لعجميٍّ علىٰ عربيٍّ، ولا لأبيضَ علىٰ أسود، ولا لأسودَ علىٰ أبيض، إلَّا بالتَّقوىٰ))، وسُئل ﴿ﷺ﴾: مَن أكرمُ النَّاس؟، فقال ﴿ﷺ﴾: ((أتقاهم للّٰه))، فأوضح رسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾ أنَّ الفضل بين المُؤمنين هُو بالتَّقوىٰ، لا بالعِرق ولا بالنَّسب ولا بالمَكانة ولا باللَّون، فميزان العدل هُو تفاضل التَّقوىٰ لا تقاربُ ما دونها .
3-العلم:
قال تبارك وتعالىٰ: ﴿يَرْفَعِ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾، وقال تعالىٰ: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾، فمِن أُسس المُفاضلة العلم، ومِن البديهيِّ المعلوم بالفطرة أنَّ الجاهل لا يرقىٰ لمَرتبة العالم، بل وحتَّىٰ العابد، قال رسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾: ((فضلُ العالم علىٰ العابد كفضلي علىٰ أدناكم))، قال ابن عبَّاس -رضي اللّٰه عنهما-: “تدارسُ العلم ساعةً مِن اللَّيل خيرٌ مِن إحيائها”، وقال التَّابعي مُطرِّف ابن الشِّخِّير العامري -عليه رحمة اللّٰه-: “فضلُ العلم أحبُّ إليَّ مِن فضل العبادة”، وقال التَّابعي قَتادة بن دعامة -عليه رحمة اللّٰه-: “بابٌ مِن العلم يحفظه الرَّجل لصلاح نفسه وصلاح مَن بعده؛ أفضلُ مِن عبادة حولٍ”، وإنَّ العلم لَيرفع صاحبه درجاتٍ ودرجاتٍ، ويضدُّه الجهل بإيقاعه في الدَّركات، فالعُلماء كما قال رسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾: ((إنَّ العُلماء ورثةُ الأنبياء، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثوا العلمَ فمَن أخذه أخذَ بحظٍّ وافرٍ)).

4-الجـ هـ اد:
فرضُ الكفاية وفرضُ العين أحيانًا الَّذي عدَّه بعض العُلماء الرُّكن السَّادس مِن أركان الإسلام، والَّذي أوجبه ربُّنا سُبحانه علىٰ عباده، وأذنَ لهم بما يحفظ دينهم وأنفسه وعِرضـ هم وأرضهم وأموالهم، وفضلُ المُجـ اهـ د علىٰ مَن سِواه جاء بنصِّ كلام اللّٰه سُبحانه، قال تبارك وتعالىٰ: ﴿لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللّٰهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَىٰ الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللّٰهُ الْحُسْنَىٰ﴾، ففضلُ المُجـ اهـ د المُصاول القائم بأمر اللّٰه علىٰ القاعد التَّارك له عظيم، بل وتاركه في حال كان فرض عين آثمٌ، قال رسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾‏: ((مَن ماتَ ولم يغزُ، ولم يُحدِّث به نفسه، ماتَ علىٰ شُعبةٍ مِن نفاقٍ))، فالمُتخلِّف عن الجـ هـ اد الَّذي لم يُحدِّث نفسه ولم يتمنَّ حتَّىٰ الخُروج في سبيل اللّٰه؛ واقعٌ بمعصية الجبَّار، إلَّا مَن كان مِن أهل الأعذار، قال تبارك وتعالىٰ: ﴿وَفَضَّلَ اللّٰهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَىٰ الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، وقَد وذهبَ بعض العُلماء إلىٰ أنَّ فضل الجـ هـ اد أعظم مِن فضل العلم، استدلالًا بعدَّة أحاديث وآثار، مِنها ما رواه أبو هُريرة -رضي اللّٰه عنه-، قال: قيل للنبيِّ ﴿ﷺ﴾: ما يعدلُ الجـ هـ اد في سبيل اللّٰه عزَّ وجلَّ؟، قال ﴿ﷺ﴾: لا تستطيعونه، قال -أي أبو هُريرة-: فأعادوا عليه مرَّتين، أو ثلاثًا كُلُّ ذٰلك يقول: لا تستطيعونه، وقال في الثَّالثة ﴿ﷺ﴾: مَثلُ المُجـ اهـ د في سبيل اللّٰه كَمَثل الصَّائم القائم القانت بآيات اللّٰه، لا يفترُ مِن صيامٍ ولا صلاةٍ، حتَّىٰ يرجع المُجـ اهـ د في سبيل اللّٰه تعالىٰ .
5-السَّبقُ إلىٰ الإسلام والجـ هـ اد:
كما أنَّ الإسلام يُفرِّق ويجعلُ المُسلم خيرٌ مِن المُشـ رك؛ فإنَّه يُفضِّل السَّابق علىٰ اللَّاحق، قال تعالىٰ: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾، وقال سُبحانه: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، وقال جلَّ في عُلاه: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، فذكرَ سُبحانه أفضليَّة المُؤمنين السَّابقين مِن المُهاجرين والأنصار الَّذين نصروا دين اللّٰه ورسول اللّٰه ﴿ﷺ﴾ في بداية الإسلام ومِحنتهم وما لاقوه مِن أذىٰ لإسلامهم؛ علىٰ الَّذين جاؤوا مِن بعدهم وأسلموا، قال سُبحانه: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللّٰهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللّٰهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾، فإنَّ مَن آمن وهاجر وجـ اهـ د مِن قبل، أو مَن أنفقَ وجـ اهـ د مِن قبل الفتح؛ ليس كمَن آمن وجـ اهـ د بعدَ فتح مكَّة، فإنَّما النُّصرة لمَن ناصرَ والمُسلمون في ضعفٍ وشتاتٍ ولا تُساوىٰ بمَن ناصرَ والمُسلمون في عزِّهم وقُوَّتهم، ورغم ذٰلك فإنَّ لهم الأجر لا ينقص شيئًا، لـٰكنَّ مَن سَبقهم أعظمُ أجرًا مِنهم .
ذي خمسةٌ مِن أهمِّ ما يُلاحَظ علىٰ المُعاصرين تجاهلهنَّ في المُقارنات، وتغيب عن أذهانهم ويُتركن إلىٰ ما سواهنَّ، كالأعمال الخيريَّة أو الوسامة أو الجسمانيَّة أو الجاه أو المال أو النُّفوذ أو الحسب أو النَّسب، ونودُّ الإشارة إلىٰ أنَّ هُناك الكثير مِن الأُسس لم نذكرها، مِنها الأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنكر والإصلاح بين النَّاس والصَّدقة وغيرهنَّ الكثير، إلَّا أنَّ ما سبق ذِكره اشتمل علىٰ غيره، ونسأل اللّٰه تبارك وتعالىٰ أنْ يُوفِّقنا للأخذ والعمل بهنَّ .
سُبحانك اللَّـٰهمَّ ..

Scroll to Top